
دور الأب المنسي كيف تؤثر التربية الحديثة والتوجه النسوي على نفسية وسلوك الأولاد؟
⭕️في عالمنا المعاصر تعيش الأسر في سياق نسوي يهمش دور الأب ويقلل من أهميته ما يترك تأثيرًا كبيرًا على تربية الأولاد وسلوكياتهم وفقًا لتوم جولدن ود. حنا سباير فالأولاد الذين تم إحباطهم أو تهميشهم بسبب السلوك الذكوري التقليدي يسعون للحصول على مكانة اجتماعية من خلال تبني سلوكيات أكثر أنثوية إذا كان هذا هو ما يقدره مجتمعهم فالدافع الأساسي عند الأولاد هو السعي للحصول على مكانة، سواء في المدرسة أو بين الأقران، أو حتى في المجتمع الأوسع، ويختلف التعبير عن هذا السعي بحسب الثقافة والمحيط الاجتماعي.
🗣️يؤكد جولدن أن الأولاد والرجال يعبرون عن مشاعرهم من خلال الفعل والعمل جنبًا إلى جنب وليس بالكلام فقط كما تفعل الفتيات عادة فالأنشطة المشتركة سواء كانت ممارسة الرياضة اللعب العنيف المعتدل أو أي نشاط عملي توفر مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر، وتعلمهم التفاعل الاجتماعي وتعزيز التعاطف. على سبيل المثال، اللعب بالكرة أو ممارسة النشاطات اليدوية مع الأب أو الأم يمكن أن يساعد الأولاد على معالجة الحزن أو الفقدان من خلال الاحتفاء بشخصية مهمة في حياتهم.
🔴الأب له دور محوري في تعليم الأولاد التعاطف من خلال وضع حدود صارمة وعدم التنازل بسهولة و هذه الحدود تجعل الأولاد يتعلمون كيف يرون العالم من منظور الآخرين فالأبحاث الحديثة تشير إلى أن غياب الأب يزيد من احتمالية العنف والاضطرابات السلوكية، كما أن اللعب المشترك مع الأب يساعد الأولاد على فهم الفرق بين اللعب والعنف ويقلل من مشكلات الانتباه والسلوك.
⚠️تظهر الفيضات المختلفة لهرمون التستوستيرون تأثيرًا واضحًا على سلوك الأولاد: الفيضات الثلاث، بدءًا من الرحم، ثم الطفولة المبكرة، ثم البلوغ، تزيد الجرأة، تقلل الخوف، وتعزز اليقظة تجاه التهديدات، ما يجعل الأولاد مستعدين لمواجهة التحديات والمنافسة.
العديد من الأولاد اليوم ينشأون في مجتمعات تحتفي بالسلوك النسوي، ما يدفعهم أحيانًا لتبني سلوكيات أنثوية للحصول على تقدير المجتمع وهذا يخلق صعوبة في تطوير الصلابة النفسية والمثابرة لأن الدوافع الطبيعية للذكورة تم تشويهها أو تجاهلها في التربية الحديثة.
ولتعزيز الصحة النفسية والعاطفية للأولاد والرجال، يحتاجون إلى الإعجاب والاحترام أكثر من مجرد التعاطف، لأنه يملأ “كأسهم العاطفي” ويحفزهم على التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية.
🔖العلاج أو التواصل معهم يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الطبيعة، فالأبناء والرجال لا يعبرون عن مشاعرهم بالكلمات كما تفعل الفتيات بل من خلال الأفعال والإبداع أو حتى العزلة والتفكير الفردي.
في حالات الطلاق أو غياب الأب ينصح جولدن بأن تضمن الأم التواصل المنتظم مع الأب حتى لو لم يكن مثاليًا لأن وجود الأب له أثر بالغ على الاستقرار النفسي للأولاد كما يجب مراقبة علامات الانزعاج مثل العزلة و التهيج والغضب لدى الأولاد، وهي مؤشرات على مشكلات أكبر.
📊تشير الأبحاث إلى أن المجتمع يميل إلى تقديم تعاطف أكبر للفتيات مقارنة بالفتيان، حيث يُنظر إلى آلام النساء كدعوة للعمل، بينما يُنظر إلى آلام الرجال على أنها مؤقتة. لذلك، على الآباء والأمهات تقديم الإعجاب والاحترام المناسب للأولاد والرجال، مع مراعاة أن طريقة التعبير والتعامل مع المشاعر تختلف جذريًا بين الجنسين.
📌تربية الأولاد اليوم تتطلب وعيًا عميقًا بالفروق البيولوجية والنفسية بين الجنسين، وإدراكًا لآثار العولمة النسوية على السلوك الذكوري. النجاح في تربية الأولاد لا يأتي بالكلام وحده، بل من خلال المشاركة الفعلية، وضع الحدود، الاحترام والإعجاب، والمساحات الآمنة التي تمكّن الأولاد من التعبير عن مشاعرهم وتحقيق مكانتهم الطبيعية في العالم.
#الواقع_360
#real_rela
