أنهيار الامبراطورية الرومانية
تم النشر في 2022-10-25

أنهيار الامبراطورية الرومانية

ايدولوجيات

مهما بلغت الأمم من قوة وسطوة في جيوشها، وضخامة في ميزانياتها، فلن يكتب لها البقاء إن انهارت منظومتها الأخلاقية. وهو ما أكده ابن خلدون في مقدمته حين عزى سقوط الأمم إلى الانغماس في الشهوات والملذات وإشباع الرغبات دون ضابط أو وازع.

وبعده جاء المؤرخ ول ديورانت في قصة الحضارة ليعزز هذه الرؤية من خلال استقراء التاريخ، حيث أرجع أسباب انهيار الإمبراطورية الرومانية العظمى إلى تدهور الأخلاق، قائلاً: "انحطت عند الناس معايير الخلق والجمال، وتحررت الشهوات الجنسية من القيود، فتفككت الطبقات، وبدأت معالم الزوال."

اليوم، تتكرر الصورة في حضارة الغرب المعاصر؛ إذ يشهد العالم انهيارًا متسارعًا في القيم، وإعادة صياغة للمفاهيم الأخلاقية بما يوافق أهواء الفرد الليبرالي. وقد تجسد ذلك في التحرر الجنسي، وتقنين الشذوذ، وانتشار الإباحية، وإضفاء الشرعية على الرذائل، والانغماس في المادية والاستهلاك.

إنها إشارات حمراء تدق ناقوس الخطر، مذكِّرة بما حلّ بالحضارات السالفة التي لم يبقَ منها إلا أطلال ومخطوطات.

فهل يتعظ الغرب من دروس التاريخ، أم أنه يسير بخطى ثابتة نحو المصير ذاته، حذو النعل بالنعل؟

 

 

Your Company