الحركة النسوية ماضيها واسباب قيامها
تم النشر في 2023-05-26

الحركة النسوية ماضيها واسباب قيامها

النسوية

شهِدت المرأة الغربية وعلى طول تأريخ الغرب سنواتٍ عجاف اتّسمت بالتَهميش والتَمييز والإبعاد والدونية على المستويين الاجتماعي والقانوني، والمبرر دائماً يأتي لأسباب دينية أو تقاليد شعبية تارة أو بسبب الاختلافات الفيزيلوجية تارة أخرى.

⛪️ ولعل أقسى محطات ما عانته المرأة الغربية كان في أزمنة العصور الوسطى حيث محاكِم التفتيش التي بثت بين الناس اعتقاداً قائلاً إن النساء يمثّلن الشيطان على الأرض، وأنهن قادرات على تضليل الرجل عبر دفعه نحو الخطيئة بأيّ شكلٍ من الأشكال، حيث إن المرأة هي أصل كل شر، فالمسيحية وحتى اليهودية آنذاك آمنت بفكرة كون حواء سبب خروج آدم من الجنة، فالخطيئة الأولى التي ارتكبتها البشرية كانت بسبب امرأة، وأن كل ما تعيشه البشرية في هذه الدنيا هو بسبب خطأ ارتكبته امرأة.

🪢 كما إن رقة النساء الجسمانية كانت مدعاة لأن يُنظَر إليهن على أنها ضعف وأنهن كائناتٍ يجب حمايتها، سواءً من قِبَل الغرباء أو من قِبَل أنفسهن، فكانت النساء تحت سلطة الرجل بالكامل واستمرت الممارسات الغريبة والأفكار المضطربة بحق المرأة بأن بلغ الحال في أن الزواج المضطرب لم يكن ينتهي بطلاق عادي أبداً إنما بربط المرأة بحبل إما حول الرقبة أو الذراع أو الخصر واستعراضها جهاراً أمام الناس في مزاد ليبيعها إلى المزايد الذي يقدم أكبر قدر من المال. نعم لم يكن هذا قانوناً، لكنه كان عادة اجتماعية شائعة. وكان بعض الرجال إذا خرجوا إلى سفر أو حرب يربطون حول حوض نسائهم وجهازهن التناسلي حزاماً مصنوعاً من الحديد أو الجلد مزود بقفل، لحمايتهن من الاعتداءات الجنسية أو للتأكد من عدم خيانتهن أثناء غيابهم.

👷‍♀️ وفي العصر الفيكتوري، فالمرأة مجردة من أبسط حقوقها كالتصويت أو مُقاضاة شخص ما في المحكمة، أو التملك أو التوريث، لينحصر دورها في الإنجاب والتربية فقط وفقط. فلم تتمكَّن من ممارسة أي مهنة محترمة إلا إذا كانت مُعلّمة أو خادِمة. كما أن ليس للمرأة حق في التصويت أبداً. وعلى الرغم من الأصوات المطالبة هنا أو هناك بحقوق المرأة وضرورة احترام كيانها وتقديره وصدور بعض القوانين الخجولة لصالحها وإلغاء بعض الأعراف المجتمعية الظالمة بحقها، إلا أن الحال لم يتغير حتى بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، عندما بدأت المرأة تخرج للعمل اضطراراً؛ حيث إن الكثير من الرجال قد ماتوا في الحروب، وأصبح الوضع الاقتصادي سيئاً. فعندما خرجت المرأة للعمل فوجئت بأن هناك تمييزاً بين الرجل والمرأة: فبنفس العمل ونفس ساعات العمل ونفس الجهد، ولكن الرجل يتقاضى أجراً أكثر من المرأة وله حقوق أكثر من حقوقها.

📌 كل هذه الوقائع ووقائع أخرى أفرزت لنا جيلاً من النساء وجماعات متفرقة نادت بضرورة أن ينتهي كل هذا التمييز، وأن تُنصف النساء كما الرجال، فقامت وعلى أزمان متفاوتة ومناطق مختلفة ما يسمى بالحركة النسوية، التي طالبت بالحقوق ودعت للمساواة، وتعدت إلى ما وراء ذلك ليبدأ بعد كل هذا فجر الحركة النسوية التي أرادت أن تصلح فخربت، وأرادت أن تبني فهدمت.


#Real_femi
#الواقع_360

 

 

 

Your Company