القيم الاخلاقية عند العلمانيين

حاولت العلمانية أن تجعل من القيم والأخلاق "حيادية"، ومعنى جعلها حيادية، أي أن القيم تفقد دورها التوجيهي للإنسان. فبدل أن تقول لك المبادئ: "يا أيها الإنسان افعل كذا وكذا"، صارت تقول لك - تبعًا للعلمانية - "افعل ما تشاء وسر على إحساسك النفسي". إن كنت تعتقد أن الزواج والأطفال هو الصحيح، فهذا عادي، وإن كان الجنس في الملاهي خيارك، فهذه "حريتك الشخصية". وهكذا تتحول الأخلاق من دورها التوجيهي إلى شيء حيادي فارغ من محتواه.

🗣 يقولون لك إن العلماني ملتزم بالأخلاق، لكن العلماني في الحقيقة ملتزم بالحياد، يؤمن بالشيء ولا مانع من نقيضه، هو لا يعتقد بالأخلاق بل يعتقد بالحياد والأنا والخيار الشخصي.

⛔️ هذا ما يسير عليه وينطلق منه العلماني، وإذا تشابه فعل من يمارس الحياد الأخلاقي مع فعل المعتقدين بالأخلاق، فهذا تشابه لا يجعل من العلماني معتقدًا بالأخلاق والقيم، ولا يمكن أن يُقاس مساره بمسار من يقضي حياته كلها مدافعًا عن القيم والأخلاق، يقتفي أثرها في كل تفصيلة من حياته. شتان بينهما وهيهات أن يتساويا، كما يريد أن يوهمنا بعض الليبراليين. كيف ذلك، وكبيرهم المعاصر فرانسيس فوكوياما يقول إن: "غياب الأخلاق ميزة وليست خللًا في الليبرالية!"

#Real_ideo
#الواقع_360