بعد زيارة الملكة اليزابيث الى المستعمرة البريطانية كينيا حدثت مجزرة فماذا كان موقفها
تم النشر في 2022-09-05

بعد زيارة الملكة اليزابيث الى المستعمرة البريطانية كينيا حدثت مجزرة فماذا كان موقفها

سياسة واستعمار

⚠️ من كينيا إلى العرش البريطاني... وجه آخر لصعود الملكة إليزابيث الثانية

في شباط/فبراير عام 1952، كانت الأميرة إليزابيث تقوم بزيارة رسمية إلى كينيا – التي كانت آنذاك مستعمرة بريطانية – حين بلغها نبأ وفاة والدها الملك جورج السادس. عادت فورًا إلى لندن لتُعلن ملكةً جديدة على بريطانيا، في لحظةٍ شكلت انتقالًا رمزيًا في التاريخ البريطاني، لكنها تزامنت أيضًا مع أحد أكثر الفصول دموية في تاريخ الاستعمار البريطاني الحديث.

⛔️ ففي الوقت ذاته، كان أكثر من مليون فرد من قبيلة كيكويو – كبرى قبائل كينيا – يعيشون حالة تهميش اقتصادي واجتماعي متزايد نتيجة سياسات الاحتلال البريطاني التي صادرت الأراضي وحرمت السكان من حقوقهم في الزراعة والملكية. ومع تصاعد الغضب الشعبي، اندلعت ثورة الماو ماو ضد الاستعمار البريطاني للمطالبة بالاستقلال والعدالة.

🔴 وبعد سبعة أشهر فقط من اعتلاء إليزابيث العرش، أعلنت السلطات البريطانية حالة الطوارئ في كينيا وأرسلت تعزيزات عسكرية لقمع التمرد. واستمر القتال حتى عام 1960 حين أُلغيت حالة الطوارئ، بعد سنوات من القمع الدموي والانتهاكات الجسيمة.

وبحسب الرواية الرسمية البريطانية، بلغ عدد القتلى من المتمردين والماو ماو نحو 11 ألف شخص، من بينهم 1,090 أُعدموا شنقًا بأوامر من الإدارة البريطانية، مقابل مقتل 32 مستوطنًا أبيض فقط طوال ثماني سنوات من الصراع.
غير أن لجنة حقوق الإنسان الكينية أكدت أن الواقع أكثر فظاعة، إذ قُتل أو عُذب أو شُوه نحو 90 ألف كيني، كما تم اعتقال 160 ألف شخص في معسكرات احتجاز قاسية شبيهة بمعسكرات الاعتقال النازية من حيث ظروفها اللا إنسانية.

⏹️ بعد عقود من الصمت، تمكن مجموعة من المسنين الكينيين عام 2012 من تحقيق انتصار قانوني تاريخي عندما منحتهم المحكمة العليا البريطانية الإذن بمقاضاة الحكومة البريطانية والمطالبة بتعويضات عن الانتهاكات والتعذيب الذي تعرضوا له أثناء التمرد.

⭕️ وفي منتصف عام 2013، أعلنت الحكومة البريطانية رسميًا موافقتها على دفع تعويضات بلغت 19.9 مليون جنيه إسترليني لأكثر من خمسة آلاف متضرر كيني.
وقد صرّح وزير الخارجية البريطاني آنذاك ويليام هيغ أمام مجلس العموم قائلاً:

"إن الحكومة البريطانية تأسف بشدة لما وقع من انتهاكات ضد الشعب الكيني خلال فترة الطوارئ، وتعرب عن أسفها العميق للمعاناة التي سببها الاستعمار البريطاني."

المصدر

Your Company