
شرارة الحركة النسوية في العالم وابرز مراحل تطورها
🔲 نتيجة لما عايشته المرأة الغربية من تأريخ مظلم وكرد فعل على ما جرى بحقهن من ممارسات ظالمة نشأت حركة مطلبية ذات طابع معارض في بقاع مختلفة من ربوع أوروبا وأمريكا أُطلق عليها الحركة النسوية.
🙅♀️ طالبت هذه الحركة بوضع حد لما عانته المرأة وتعانيه، كما طالبت بحقوقها وما وراء حقوقها حتى تمادت في مطالبها لتُخرج المرأة من ميدان ظلم الرجل الغربي لها إلى فضاء ظلم المرأة الغربية لنفسها.
ولمعرفة تأريخ نشوء هذه الحركة وسيرتها يجب أن نسلط الضوء على موجاتها الأربعة كما يقسمها الباحثون:
1️⃣ الموجة الأولى: شرارة الانطلاق
بدأت شرارة الموجة الأولى في أربعينيات القرن التاسع عشر تقريباً عندما نادت النساء في أمريكا وبريطانيا بحق الاقتراع وامتدت حتى أوائل القرن العشرين، حيث تركزت المطالب في هذه الفترة على حق المرأة في التصويت والتعليم والمساواة في الحقوق السياسية مع الرجل وحق الملكية، كما طالبت بحق حضانة الأطفال وإنهاء معاناة النساء الحاصلة بسبب التمييز والأعراف الظالمة.
2️⃣ الموجة الثانية: توسيع المطالب
بدأت الموجة الثانية للحركة مع بدايات ستينيات القرن العشرين واستمرت حتى نهاية سبعينياته، حيث كانت المطالب فيها كمطالب الموجة الأولى، إلا أنها نادت بالمساواة مع الرجل ليس فقط في الحقوق السياسية، إنما أيضاً في نطاق الأسرة والجنسانية والعمل والخلاص من التمييز القانوني حسب الجنس، وسميت هذه الموجة بـ"حركة تحرير المرأة"، والتي هي محاولات لتحرير جسد المرأة كما تدعي الحركة، وإعادة حق السيطرة عليه، إذ تعالت الأصوات والمطالبات بالحق في الإجهاض، واستخدام موانع الحمل، والحق في التحرر الجنسي في ممارسة الجنس بين النساء والرجال أو بين النساء مع النساء، أي بحق المرأة بالسحاق إذا أرادت ذلك.
3️⃣ الموجة الثالثة: هوس ثم تطرّف
حسب الباحثين فإن انطلاق هذه الموجة، أو كما يطلق عليها "حركة ما بعد النسوية"، كان في تسعينيات القرن العشرين، حيث مثلت مطالب هذه الموجة نقلة نوعية في تاريخ الحركة لدرجة أنها اعترضت حتى على الموجتين الأولى والثانية اللتين صورتا المرأة على أنها ضحية وضعيفة تطالب بحقوقها من الرجل.
وتوسعت لتشمل جميع نساء العالم من مختلف الأعراق لتصبح المطالب هذه المرة حسب ريبيكا ووكر، الناشطة النسوية الشهيرة في الموجة الثالثة، إلى إلغاء "نحن" و"هم" بين النساء والرجال، وتجنب ما اعتبرته "التعريفات الماهوية للأنوثة"، وأن لا فروق نفسية متأصلة بين الجنسين. كما أكدت الموجة الثالثة على أن ثنائيات مثل الذكور والإناث إنما هي بناء اصطناعي أُنشئ للحفاظ على سلطة المجموعة الذكورية المهيمنة، وأيضاً ركزت هذه الموجة على دعم المثلية الجنسية وحق الإجهاض، والتخلص من مفهوم الأسرة التي رأسها رجل ومحتواها أم تربي أولادها.
4️⃣ الموجة الرابعة: تراكم وديمومة
على الرغم من الجدل حول وجود موجة رابعة من عدمها أو التاريخ الدقيق للانطلاقة الحقيقية لهذه الموجة، إلا أن كثيراً من الناشطين يعتقدون بأنها بدأت عام 2012، حين أولت الحركة تركيزاً كبيراً على التحرش والإساءة الجنسية والتنمر الجسدي والاغتصاب، والمطالبة بتقنين الإجهاض ودعم المثلية وغيرها.
وبصورة عامة فإن الموجة الرابعة هي امتداد للموجات السابقة وتراكمات إضافية في المطالبات، واستمرار واضح في استغلال المطالب المشروعة لتحقيق مآرب شاذة وغير مشروعة.
#Real_femi
#الواقع_360