في الصباح يوقف سيارته كي يعبر "البط" وفي الليل قد يخون زوجته
تم النشر في 2025-04-12

في الصباح يوقف سيارته كي يعبر "البط" وفي الليل قد يخون زوجته

ممارسات غربية

نقول دائما أن تعريف العلمانية هو فصل القيم والأخلاق عن الحياة، ونستشهد مثلا بقول فوكوياما كبير الليبراليين المعاصرين الذي يقول أنَّ: "غياب الأخلاق ميزة وليست خللا في الليبرالية!" وتوجد أقوال اكثر صراحة حتى.

لكن قد يرد إلى ذهنك اعتراض، أنَّ العلمانيين قد تصدر منهم أيضا أفعال أخلاقية، وهذا بالفعل صحيح ونقر به، ولسنا ننكره فالناس تختلف بدرجة علمانيتها، فالعلمانيون المحافظون أقل علمانية وتحللا من العلمانيين اليساريين وبالتالي فنتصور أن المحافظين لديهم التزامات أخلاقية أكثر من اليساريين وحسب محددات أخرى، فلا ينبغي تغافل الآتي: أن العلمانيين ليسوا على درجة واحدة بل يختلقون بدرجة تأثرهم بالعلمانية والحداثة السائلة ومنتجاتها.

إضافة إلى هذا، فأنّ هذا الفعل الأخلاقي من العلماني قد يجري تحت إطار لا مبالاة تجاه الأخلاق، ومعنى هذا أنك قدر تراه في الصباح يوقف سيارته في الشارع منتظرا عبور "البط أو الكتاكيت" لكنه في الليل يخون زوجته في الملهى، والأمر يجري كله في إطار لذة النفس وهواها وما يحشرونه تحت عنوان "الحرية الشخصية" فلا معيار يحدد له الصحيح من السقيم أخلاقيا وتجد دولته العلمانية ومؤسساتها (آلهة العلمانيين) ومجتمع العلمانيين يعتبرون أنَّ التدخل ليس من مسؤولياتهم فالأخلاق وعدمها عند الفرد شأن وحرية شخصية، فلا تثيبه الدولة على أخلاقياته ولا تعاقبه إذا خان زوجته وكذا لا علاقة للمجتمع، فاللا-أخلاق "حرية شخصية".

ويمكننا تتميم الفكرة بالآتي: ثمة ما يمكن تسميته بتجزئ النماذج، ومعنى تجزئتها أنَّ الإنسان قد يناصر الشذوذ والإجهاض ولا يلتزم بمسؤولية أخلاقية تجاه عائلته والآخرين لكنه قد يوقضه ضميره في فعل ما، ويستعيد القيم الأخلاقية ويعمل وفقها، لكنه ما يلبث حتى يعود لأدراجه ونموذجه الذي يقتنع به وهو اللامبالاة تجاه الأخلاق، فيرجع إلى نموذج العلمانية ويعمل على سُنّتها، فيفصل الأخلاق عن حياته 

وهكذا قد تتجزئ النماذج عند الملتزمين بالقيم حتى، فتراه "ماشي على السكة" كما نقول لكنه بحدث ما، قد تراه يتصرف بفوقية تجاه عامل عنده ونحو ذلك، فهو هُنا خرج عن نموذج القيم أصلاً في ذلك الموقف، كما أن الإنسان الحديث قد يخرج عن علمانيته حينا من الأحيان فيرى على نفسه مسؤوليات أخلاقية!

Your Company