كيف خدم مصطلح "التطور" الاستعمار الاوربي في منتصف القرن التاسع عشر
تم النشر في 2025-05-19

كيف خدم مصطلح "التطور" الاستعمار الاوربي في منتصف القرن التاسع عشر

سياسة واستعمار

بدأ مصطلح التطور أو التنمية بالظهور خلال الحقبة الاستعمارية، وكان يشير إلى التطور العلمي والتقني والثروة المالية، فكلما توفرت هذه العناصر أكثر كانت البلاد أكثر تقدما. 

فيليب ماكمايكل وهو عالم اجتماع مختص في هذا موضوع، يقول أنَّ إنشاء مصطلح "أكثر تطورا" كان لخدمة الأغراض الاستعمارية.

يقول مثلا، ولأن الأنجليز أكثر تطورًا، فكان مبررا لها أن "تعلّم المصريين" لذا فُتحت مدرسة لانكستر في القاهرة عام 1843، وبدأت بتعليم الصناعة الإنجليزية الحديثة للمصريين.

تعلم الطلاب المصريون التخصصات الجديدة لكن الإنكليز في ذلك الحين كان هدفهم أولا إزاحة الفلاحين، وتحويل الشعب إلى ثقافة الصناعة، لم؟ حتى تستولي على مزارع القطن الذي تزدهر زراعته في مصر وتحتاجه إنكلترا في صناعة النسيج [ثم يدخل النسيج في صناعات متعددة كالأزياء والزجاج] كما كانت إنكلترا تعمل على توفير جيش من العمالة المهاجرة، كان المهاجرون من مصر والذين تعلموا أبجديات التصنيع يتولون تشييد بنى تحتية للطرق والقنوات والسكك الحديدية والبرق والموانئ في إنكلترا.

يقول ماكمايكل: ورغم أنه كان قد عُرف مصطلح التطور أو التنمية خلال عهد الاستعمار، إلا أنه كان ساندا فقط للاستعمار العسكري، لكن في منتصف الخميسينات من القرن الماضي، بدأت بلدان كثيرة تقاوم الاستعمار وتتحرر من قبضة بريطانيا وفرنسا وبلجيكيا وباقي الدول المستعمرة، وبعد خروجهم من هذه الدول صارت حجة "تطوير البلد وتنميته" بحد ذاتها "مشروعا" بديلا عن الاستعمار العسكري.

Development and social change, book by Philip McMichael 6th edition, (chapter 1)

Your Company