
ما الذي رآه جاك دريدا في مفهوم "التسامح" الليبرالي
⭕️يرى جاك دريدا أن مفهوم التسامح في الفكر الليبرالي ليس أكثر من أداة للهيمنة، إذ يُقدَّم بوصفه مكرُمة يمنحها القوي للضعيف، وليس اعترافًا متساويًا بالآخر. فالتسامح في جوهره مشروط بالخضوع لمعايير الطرف المتحكِّم، حيث يكون المتسامِح دائمًا هو الأقوى، القادر على تحديد من يستحق التسامح ومن لا يستحقه، ومن يحق له البقاء ضمن المجال الاجتماعي والسياسي ومن يُستبعَد.
📌التسامح في التقليد الغربي، كما يشير دريدا، لم يكن له أي مدلول سياسي أو اجتماعي، بل كان دومًا وسيلة لممارسة السلطة بأسلوب ناعم. فمثلا في فرنسا، تُرفع شعارات الليبرالية والتسامح، لكن هذا التسامح انتقائي حيث تُمنع الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب في المدارس والأماكن الحكومية تحت ذريعة الدفاع عن الحريات الفردية أو الحفاظ على الهوية. وفي الولايات المتحدة، يُروَّج للتسامح تجاه السود، لكنه في الواقع فهذا التسامح يحمل في طياته استعلاءً ونظرة فوقية. الأمر ذاته ينطبق على التسامح الديني مع المسلمين، الذي غالبًا ما يكون مشروطًا وخاضعًا لمنطق الهيمنة الغربية.
⚠️بهذا المعنى، يصبح التسامح مجرد امتداد ناعم للاستعمار، حيث يُمارَس كأداة لضبط الآخر والتحكم به،
المصدر: نقد المركزية الغربية الجزء الأول: فلسفة ما بعد الاستعمار بين التفكيك وإعادة إنتاج السيطرة حازم محفوظ
#Real_ideo
#الواقع_360