من اساطير امريكا ارض الفرص قصة حقيقية تشرح كيف تتسع اللامساواة والتفاوت بين الاغنياء والفقراء
تُحسن أمريكا نسج الأساطير عن نفسها، وواحدة من هذه الأساطير أنها "أرض الفرص". روبرت بوتنام، عالم سياسة أمريكي، ألّف كتابًا عن اللامساواة في الفرص التي تزداد يومًا بعد آخر في المجتمع الأمريكي.
🎥 في لقاء مصوّر له، قال:
"بدل أن أخبركم بكل البيانات التي جمعناها عن اللامساواة، دعوني أخبركم بقصة. في بلدة صغيرة في أمريكا تُدعى أوهايو، هذه المدينة هي مسقط رأسي. ليس لأنها مدينتي، بل لأنها توضح بشكل صادم ما يحصل في أمريكا هذه السنوات."
🏫 "عندما نشأت في أوهايو في خمسينات القرن الماضي، تخرجت من الثانوية عام 1959. لم يتلقَّ آباؤنا تعليمًا جيدًا، والآن بعد خمسين عامًا، أدركت كم كانت حقبتنا ناجحة. حوالي 80% منا حصلوا على تعليم أفضل من آبائهم، وكان دخلنا الاقتصادي أفضل، والأطفال الذين جاؤوا من آباء فقراء دخلوا نفس المسار الذي سلكه أطفال الأغنياء. لم يكن يوجد فرق كبير بين أبناء العوائل الغنية وتلك الفقيرة، كانت أوهايو مكانًا لتكافؤ الفرص!"
💍 "ذهبت بعدها إلى الكلية، تزوجت فتاة بقيتُ معها إلى الآن، لدينا طفلان، كلاهما الآن في هارفارد، ولدي سبعة أحفاد، وكلهم في أفضل جامعات أمريكا. واحدة منهن اسمها مريم."
🧍♂️ "قارنوا هذا مع شخص كان معي في المدرسة اسمه جو. لم يذهب إلى الكلية لكنه حصل على عمل في مصنع. صار له طفلان ناجحان بعمر أطفالي، لكن فجأة انخفض اقتصاد أوهايو وصارت الطبقة العاملة الأمريكية في القاع. لم يعمل أطفال جو بوظيفة ثابتة، لم يتزوجوا، لكن لم يمنعهم هذا من أن ينجبوا أحفادًا لجو."
👧 "الآن حفيدته، ماري سو، بعمر حفيدتي لكنها ليست في الجامعة. هي تعاني من الوحدة وانعدام الثقة. انفصل والداها عندما كانت في الخامسة. تركتها والدتها، وارتبط أبوها بامرأة أخرى، ضربتها ورفضت إطعامها. أُلقي القبض عليها وهي في عمر 16 عامًا وهي تهرّب الماريجوانا. أمضت بضعة أشهر محتجزة، فشلت في التخرج من الثانوية، لديها الكثير من الندوب في يدها بعد أن أحرقها شخص نامت معه. مات لها طفل حملت به وهي بعمر 13، وتركها الرجل، وهي الآن تواعد رجلًا كبيرًا في السن لديه امرأتان وطفلان. تخبرنا أن مشكلتها أنه لا يوجد أحد في العالم يحبها، وهي اكتشفت الحل: أن تنجب طفلًا لأنه الوحيد الذي سيحبها. وإذا كنت تعتقد أن ماري سو في ورطة، فتخيل إذن قصة ابنها!"
⛔️ هكذا إذًا، يروي لنا بوتنام هذه القصة وغيرها الكثير عن كيف اختلف الحال بين الخمسينات والآن، لا سيما بعد صعود النيوليبرالية. ففي الخمسينات كان الكل تقريبًا متساوين في الفرص، أما الآن فأطفال الأغنياء يغردون فرحين في مكان، وأطفال الفقراء بعيدًا يأنّون من الآهات!
#Real_ideo
#الواقع_360