
المسيري عن لقاءه بالمثقفين الأميركيين: لاحظت أنني كنت كلما تحدثت عن تلك الأفكار والرؤى الإنسانية العقلانية، كان حديثي يقابل بالابتسام والسخرية المهذبة
⭕️في مقدمة كتابه الحداثة وما بعد الحداثة يتحدث المفكر المصري عبدالوهاب المسيري عن موقف ثقافي تعرض له في أمريكا، يقول: "حينما ذهبت إلى الولايات المتحدة للدراسة عام 1963 كان من حسن حظي أنني ذهبت إلى جامعة رتجرز، إذ كانت مجلة البارتيزان ريفيو Partisan Review قد انتقلت لتوها إلى هذه الجامعة، وكانت حينذاك من أهم المجلات الفكرية، يرأس تحريرها البروفسور وليام فيليبس، وهو مثقف أمريكي ولحسن حظي أيضاً كان البروفسير فيليبس يدعوني إلى الحفلات التي كانت تعقدها المجلة والتي كان يحضرها كبار المثقفين الأمريكيين في منطقة نيويورك، وكنت مثل كثيرين من أبناء جيلي في العالم العربي أؤمن بالعقلانية والاستنارة ومركزيتهما في التراث الحضاري الغربي، وانطلاقاً من ذلك كنا نؤمن بمقدرة الإنسان على تغيير واقعه وعلى تجاوز ظروفه، فالإنسان - كما تعلمنا من الاستنارة الغربية - إنسان عاقل، ولذا فهو مركز الكون."
🗣️"ولكنني لاحظت أنني كنت كلما تحدثت عن تلك الأفكار والرؤى الإنسانية العقلانية، كان حديثي يقابل بالابتسام والسخرية المهذبة ممن كنت أتحدث معهم"
"فاهتمام كبار مثقفي الولايات المتحدة، كما اكتشفت حينذاك، كان يتركز على موضوعات مثل اللاوعي والأساطير والانتحار والمخدرات والاغتراب واللذة الجنسية"
🎤"ومهما كان الأمر، كانت تجربتي في البارتيزان ريفيو (والولايات المتحدة) مغايرة لتجربة كثير من المثقفين العرب... ولعل إدراكي المبكر لهذا التطور للفكر الغربي قد غيَّر من الصورة الإدراكية التي أنظر من خلالها إلى هذه الحضارة"
عبدالوهاب المسيري، الحداثة وما بعد الحداثة ص ١١-١٥.
#Real_ideo
#الواقع_360
